محمية ضانا للمحيط الحيوي
تعتبر محمية ضانا للمحيط الحيوي أكبر محمية طبيعية في الأردن، وتغطي نحو 320 كيلومترًا2 من الجبال الخلابة والوديان على طول وادي الصدع العظيم من الكثبان الرملية الحارقة في الغرب إلى قمم الجبال الباردة في الشرق.
تعد محمية ضانا للمحيط الحيوي موطنا لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحياة البرية، ففيها مجموعة من النباتات والحيوانات المميزة من الصحراء، ومن غابات البحر المتوسط ومن السهول الروسية الجافة، فهي بوتقة تنصهر فيها الأنواع من ثلاث قارات: أوروبا وأفريقيا وآسيا. فحتى الآن، تم تسجيل ما مجموعه 700 نوعًا من النباتات و190 نوعًا من الطيور و37 نوعًا من الثدييات و36 نوعًا من الزواحف في المحمية، وهنالك 25 نوعًا منها معرض للخطر، بما في ذلك القط الرملي، الذئب السوري، وطائر العوسق الصغير والسحلية شائكة الذيل. يمكن لهذه الحيوانات إن لم تتوفر لها رعاية خاصة أن تختفي للأبد من على وجه الأرض؛ الأمر الذي يجعل من محمية ضانا مكانًا مهمًا للعالم.
تطل منطقة قرية ضانا على وادي ضانا الرائع، وقد تم استيطانها منذ حوالي 4000 عام قبل الميلاد، وتشير الأدلة الأثرية أن حضارات العصر الحجري القديم، المصرية، والأنباط، والرومان استوطنت المنطقة لما فيها من تربة خصبة وينابيع مياه ولموقعها الاستراتيجي. أما الآن، معظم سكان قرية ضانا من عشائر العطاعطة، والتي استقرت في المنطقة خلال العهد العثماني، قبل حوالي 400 عام، والتي قامت ببناء القرية الحالية. العديد من العائلات التي كانت تسكن قرية ضانا انتقلوا إلى قرية مجاورة اسمها القادسية بحثًا عن العمل والمدارس وسكن أفضل و كادت قرية ضانا أن تهجر تقريبًا لولا جهود أصدقاء ضانا، ومجموعة المرأة الديناميكية في عمان، والتي قامت بترميم ما يزيد عن 70 منزل في القرية، وتمكين بعض العائلات على البقاء في القرية.
أما بالنسبة لمنطقة فينان الرائعة والمجتمعات التي تعيش داخلها، تضمنت تاريخًا عريقا، حيث أن الأبحاث ما زالت جارية، حول أن لدى فينان واحدة من أطول سلاسل الاستيطان البشري في العالم. فهي موطن لبعض المجتمعات الإنسانية الأولى و واحدة من أقدم وأهم مراكز الاستثمار المستدام للنحاس في العالم القديم والتي تم المحافظة عليه نظرًا لعدم وجود التعدين حديثًا.